أخبار العالمأخبار اليمن

قدرات التخفي الأميركية تحت التهديد: الصين وروسيا تطوران أنظمة مضادة للشبح

تستند الهيمنة الجوية الأميركية إلى القدرة على ضرب الأهداف في أي وقت ومن أي مكان دون أن تُرصد، وذلك بفضل تقنيات التخفي التي توفرها الطائرات الشبحية، وفقاً لمجلة The National Interest.

من التفوق إلى التحدي

منذ الثمانينيات، اعتمدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بشكل كبير على الطائرات الشبحية مثل F-117 وF-22 وF-35. هذه الطائرات من المفترض أن تكون غير مرئية للرادارات التقليدية، وهو ما منح الولايات المتحدة أفضلية استراتيجية لعقود.

لكن، بينما اكتفت واشنطن بتفوقها، بدأت الصين وروسيا بتطوير قدرات متقدمة لرصد ومواجهة هذه الطائرات. وخلال السنوات الثلاثين الماضية، ظهرت حالات عديدة فشلت فيها تكنولوجيا التخفي الأميركية في تجنب الرصد والاستهداف.

سقوط أول شبح أميركية: درس من كوسوفو

في عام 1999، خلال حرب كوسوفو، تم إسقاط طائرة F-117 الأميركية، رغم أنها كانت تعتبر حينها من أكثر الطائرات تطوراً. السبب؟ رادارات صربية من الحقبة السوفيتية نجحت في رصد الطائرة عبر تعديل ترددات الرادار ومراقبة مسارها بدقة.

عندما فتحت الطائرة أبواب حجرة القنابل، قلّ مستوى التخفي، ما أدى إلى استهدافها بصاروخ SNR-125 وإسقاطها. هذا الحدث كشف أن الطائرات الشبحية ليست عصيّة على الرصد كما كان يُعتقد.

الصين وروسيا: دروس مستفادة وتطور متسارع

أدركت بكين وموسكو أهمية هذا الدرس. وعلى مدى العقود التالية، استثمرتا بكثافة في تطوير رادارات VHF (عالية التردد)، القادرة نظرياً على كشف الطائرات الشبحية مثل F-35 وB-2.

  • روسيا طوّرت أنظمة مثل Nebo-M وRezonans-NE، التي تستخدم ترددات متعددة وتُعتبر قادرة على رصد طائرات أميركية متخفية عند اقترابها.

  • الصين، من جانبها، طورت نظام JY-27A بتقنية AESA على نطاق VHF، ويتميز بقدرته على الكشف من مسافات أبعد من نظيره الروسي.

    رادار من طراز Nebo-M الروسي في صورة غير مؤرخة
    رادار من طراز Nebo-M الروسي في صورة غير مؤرخة

اليمن يُظهر هشاشة F-35

تقارير إعلامية أشارت إلى أن جماعة الحوثي في اليمن كادت تسقط طائرة F-35، باستخدام تكتيكات مستوحاة من التجربة الصربية في كوسوفو. ورغم عدم كشف تفاصيل الحادث بالكامل، إلا أن الحدث سلّط الضوء مجدداً على ضعف طائرات الشبح أمام الدفاعات الجوية الحديثة.

مستقبل الهيمنة الجوية الأميركية

لم تعد الطائرات الشبحية الأميركية تتمتع بالحماية المطلقة كما في الماضي. فرادارات VHF، التي تعمل بترددات تتراوح بين 30 و300 ميغاهرتز، يمكن أن تُحدث ظاهرة “الرنين” التي تسمح بكشف الطائرات، خاصة إذا كان حجمها قريباً من الطول الموجي للرادار.

وتعتبر روسيا والصين أن تقييد حرية تحرك الطائرات الشبحية الأميركية يمثل وسيلة ردع فعالة ضد أي تدخل عسكري محتمل.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish