نيويورك – الأمم المتحدة
حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد، مؤكداً أن المؤشرات المعيشية تشهد انهياراً متسارعاً يزيد من معاناة المدنيين ويهدد فرص السلام.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، أوضح غروندبرغ أن اليمن بات رهينة لأزمات المنطقة، في ظل استمرار تدهور سعر صرف العملة المحلية، وتردي الخدمات الأساسية، ما يشكل عبئاً يومياً متزايداً على المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.
إشادة بوقف إطلاق النار ودور سلطنة عمان
وفي جانب التطورات السياسية، رحب المبعوث الأممي بإعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وحكومة صنعاء في السادس من مايو الجاري، بعد تصعيد عسكري شهدته المنطقة منذ منتصف مارس. كما أشاد بالدور الفاعل الذي لعبته سلطنة عمان في تسهيل المحادثات وتقريب وجهات النظر، معتبراً أن أي تهدئة، سواء على المستوى البحري أو الإقليمي، تمثل “شرطاً أساسياً لإعادة اليمن إلى مسار التسوية السياسية”.
أوضاع معيشية متدهورة في مختلف المناطق
على الصعيد الاقتصادي، سلط غروندبرغ الضوء على الانهيار الحاد في قيمة الريال اليمني في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، حيث تجاوز سعر الصرف حاجز 2500 ريال مقابل الدولار. كما أشار إلى أزمة الكهرباء التي تضرب مناطق جنوبية مثل عدن، حيث بلغت الانقطاعات اليومية نحو 15 ساعة، في حين شهدت محافظتا لحج وأبين انقطاعاً كاملاً للخدمة تجاوز الأسبوعين، ما دفع نساء يمنيات إلى تنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين الخدمات.
وفي المناطق الخاضعة لحكومة صنعاء، لفت المبعوث إلى استمرار أزمة الرواتب والسيولة النقدية وتراجع جودة العملة، مؤكداً أن هذه التحديات الاقتصادية تتطلب “حلولاً سياسية شاملة تتيح استعادة الاستقرار الاقتصادي والتعاون المؤسسي”.
دعوة لتحمل المسؤولية والتخلي عن الخيار العسكري
وأكد غروندبرغ أن الشعب اليمني أنهكته عشر سنوات من الصراع والاضطراب والقلق المستمر، داعياً جميع الأطراف إلى تغليب لغة الحوار وتحمل مسؤولياتهم في تقديم بدائل واقعية للحرب.
وختم إحاطته بتأكيد الحاجة إلى دعم دولي وإقليمي متكامل لإنهاء حالة الجمود، مضيفاً:
“لا يمكننا أن نترك اليمنيين وحدهم في مواجهة هذا المصير.”