كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن حالة من الارتباك والإحراج تعيشها الحكومة الإسرائيلية، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في اليمن، دون أي دور لإسرائيل أو ضمانات لحمايتها من الهجمات المحتملة.
وبحسب تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية، وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن الإحباط يتصاعد في الأوساط السياسية الإسرائيلية، خصوصاً في ظل استبعاد تل أبيب من أي مشاورات أو تفاهمات أدت إلى الاتفاق الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع. الاتفاق، الذي تم التوصل إليه دون تدخل أو موافقة إسرائيلية، يقضي بوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، لكنه لم يتضمن أي التزام بوقف هجماتهم المحتملة على إسرائيل نفسها.
وقال آفي ميلاميد، المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، إن “الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى حد كبير، تخلى عن إسرائيل في هذا الملف الحساس”، مضيفاً: “أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تشعر بالحيرة والحرج، خاصة في سياق الحوثيين الذين يمثلون تهديداً مباشراً لأمنها القومي”.
وفي السياق ذاته، نشرت وكالة رويترز تقريراً أفادت فيه بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن أمامه خيار سوى قبول الواقع الجديد، رغم ما يحمله من تهديدات سياسية وأمنية. ونقلت الوكالة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إعلان ترامب بشأن الحوثيين كان محرجاً، خاصة وأنه يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بتوترات متزايدة.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن تل أبيب تدرك مخاطر التعامل مع رئيس أمريكي يصعب التنبؤ بتصرفاته، مثل ترامب، والذي لا يتردد في التراجع عن مواقف تقليدية تجاه حلفاء تاريخيين للولايات المتحدة. ومع ذلك، أكد المسؤولون أن إسرائيل لا تملك الكثير من الخيارات حالياً سوى الترقب والاستعداد لأي طارئ.
هذا التطور يسلط الضوء على التحول في مواقف الإدارة الأمريكية تجاه بعض الملفات الإقليمية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمريكي-الإسرائيلي، في ظل قرارات يتم اتخاذها دون تنسيق مسبق مع تل أبيب.