واشنطن – وكالات
تدرس إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، صفقة محتملة مع الإمارات لتوريد أكثر من مليون شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة من شركة “إنفيديا”. ويُتوقع أن تتجاوز هذه الصفقة القيود التي فرضتها إدارة بايدن، والتي كانت تهدف لمنع تسرب التكنولوجيا إلى الصين.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الاتفاق سيتيح للإمارات استيراد 500 ألف شريحة سنويًا حتى عام 2027. وتُعد هذه الرقائق من نوع “H100″، وهي الأحدث والأقوى من إنتاج “إنفيديا”. ومن المقرر أن تذهب 20% من الكمية إلى شركة “جي 42” (G42) الإماراتية، بينما تُخصص الكمية المتبقية لشركات أميركية تنشئ مراكز بيانات في الدولة، ومنها “أوبن إيه آي”.
تحوّل في السياسة التقنية
إذا تم إقرار الصفقة، فستكون بمثابة تحوّل كبير في السياسة الأميركية بشأن تصدير التقنيات المتقدمة إلى الشرق الأوسط. في السابق، كانت واشنطن متحفظة بسبب القلق من العلاقات التقنية بين الإمارات وبكين.
خلال عهد بايدن، انسحبت شركة G42 من استثماراتها في شركة “هواوي” الصينية. وقد مهّد هذا الانسحاب الطريق لعقد شراكة بقيمة 1.5 مليار دولار مع “مايكروسوفت”، تشمل إنشاء مراكز بيانات جديدة في الإمارات.
جولة ترمب والإعلان المرتقب
يأتي ذلك في وقت بدأ فيه ترمب جولة بالمنطقة، بدأت بالسعودية، وتشمل لاحقًا قطر والإمارات. وتشير المصادر إلى أنه قد يُعلن عن الصفقة رسميًا خلال زيارته إلى أبوظبي.
ويقود المحادثات مستشار البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي، ديفيد ساكس، الذي التقى مؤخراً الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي. وكانت زيارة الشيخ طحنون إلى واشنطن في مارس الماضي قد شملت تعهد الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار في قطاعات أميركية، من بينها التكنولوجيا والبنية التحتية.
قلق داخل واشنطن
رغم أهمية الصفقة اقتصادياً، أثارت احتمالات إتمامها مخاوف في واشنطن. إذ أعرب مسؤولون عن قلقهم من احتمال وصول هذه التكنولوجيا إلى كيانات صينية.
وصرّح النائب الجمهوري، جون مولينار، قائلاً:
“نحن بحاجة إلى ضمانات واضحة قبل توقيع أي اتفاق جديد، خاصة مع شركات سبق وأثيرت بشأنها تحفظات أمنية.”
دبلوماسية الذكاء الاصطناعي
من جانبه، كتب ديفيد ساكس عبر منصة “إكس”:
“التقنيات الأميركية ما زالت الأفضل، لكننا لم نعد الخيار الوحيد. الصين تقترب بسرعة. من يستطيع بناء شبكة شراكات متينة أولاً، سيفوز بهذه المنافسة.”
وأضاف أن دبلوماسية الذكاء الاصطناعي باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ظل تصاعد التنافس الدولي على التفوق التقني.